قصة رمادية
قصةٌ رمادية
دربٌ مظلمٌ وسكونٌ غريبٌ
يملأ وحشة الطريق
حبراً ذو عتمةٍ
قد سُكِبَ في فَمِ عليلٍ
دَلَقَ همَّاً مسفوحاً
ضياعُ ذاتٍ
و غربةُ روحٍ
أمشي فوق الجراح و أسحق
رفات الآلام
أَرحلُ ضِيقاً من عبراتِ الكلام
صامتاً ألوكُ جرح الإحساس
و العتاب مريرٌ
يعتصر القلب حزناً
من مفاصل الضوء أنسحبُ
دون انتقاصٍ من حلكة الظلام
أُثَبِّتُ أوتادي أينما حلَّتِ العتمة
فأنا من أعماق السَّواد
سوادٌ صَبَغَ الأرض
رَسَمَ في عين السماء كحلاً
و الكبرياء جعلتُ لونه رماديّ
حينما يعتلي قبة السماء نهارٌ
العيون لن تراني .
في غياهب الليل يختنق قلبي
و تتشتتُ ملامح الروح مني
و أضيع بين طلاسم الألم
لا تعبأ إن استَحَقَّ لك غيابي
أنا هناك بين الألم و جنون الآهات
أداري الوجع عن عيونٍ مااستطاعتْ
قراءة الملامح
هناك انقَطَعَ بصيص نورٍ
و أشيائي صُلِبَتْ في ظلامٍ
في ثنايا شفاهٍ تكوَّرتْ شتّى الأفكار
و إحساسٌ لَفَظَ النزع الأخير
من فهارس الوجود
انتهى رصيد أيامي
فقد طُوِيَتْ وريقات الروح
لم تعد الفصول تتوالى
على ملامح الزمن
هناك طريقاً سلكته وحيداً
أخطو نحو مصيرٍ أضاع مني
سبيل بقاءٍ في قلب المكان
لقد تلاشتْ الروح
متأبطةً قصائدَ الشوقِ والحنين
و رَسَمَتْني حزناً مقيماً في ذاكرة التعب
تسفحني أمواج السراب
و تعتريني ارتعاشةُ الخريف
رحلةُ نسيانٍ نَصَبَتْ أشرعتها
تتأهبُ للأفول
و على منحدراتِ خذلانٍ
أتَجَرَّعُ الصمت
صبرٌ يهزمني
انتظارٌ يصلبني
و أبقى قصةً رماديةً
يرويها صمتي كل مساء
تَحَلَّقَ حولها رُغفانُ كلماتٍ
على مائدة الذاكرة
Rouh Alrouh
12/10/2020
تعليقات
إرسال تعليق