و تمضي الأيام

وتَمضي الأيام

يامَنْ غِبتُم عن العينِ إن القلبَ يراكمُ 
الحنينُ قربانُ البعدِ لحظاتِ النَّوَى يهتفُ
الوفاءُ في النبضِ في الفؤادِ يَستحكمُ
مقيمٌ مُقَدِسٌ العهدَ لكُمْ وِدادكمُ يلتحفُ
لم يخبو حنينٌ لوصالِكُمْ و الشِّعرُ يذكُركُمُ
تلتقي في نبضِكم كما الينابيع للنهرِ تَردُفُ
ألا رحمةً لفؤادٍ كُتِبَ على شغافهِ يعشقكمُ
ضاقتْ به السبلُ من صقيعِ الغيابِ يرتجفُ
مدويةً صرخَتَهُ بين سهلٍ وجبلٍ لا تُكتمُ
و الصَّبرُ يُجلَدُ و كم من الآهاتِ يَغترِفُ
القلبُ صابراً عنكم أَعذُلهُ غيابٌ يقتفيكمُ
رحماكُمُ الوتينَ كم من آهاتِ القهرِ يَنزفُ
على دروبكِمْ يضيعُ العمرُ متى الغيابُ يُلجَمُ
أَحزَنُ لفقدكُمْ و الرُّوحُ في معبدها تَعتكِفُ
لا يُعوِّضَّنَ عُمري إلّاكُمُ و الأفئدةُ تَجتمعُ
لا بديلاً عنكُمْ مهما طالَ ليلٌ بي يَكتنفُ
و لو ارتَحَلَ منِّي الشَّبابُ و للظَّهرِ يَقصِمُ
و إن تشبَّثَ الشيبُ و حلّ بالشعرِ يتألفُ
عن وصالكُمْ لا عمراً يُكتَبُ بالدمعِ يَبكيكُمُ
الحنينُ و الأنينُ جُرحاً من نزفٍ كيف يَكفُّ
لن يندملَ و إن أخفيتَهُ عَزفهُ سوف يَصلكمُ
حَملتُ النّوحَ من ضعفي و الدَّمعُ  يَندلفُ
تالله ما عدتُّ أُطيقُ ثِقلُ الهَمِّ يستنجدكمُ
حينما سَرَيتُم قتلتموني نهرُ عذابٍ لا يَجفُّ
أيا ليتَ رحمةً في الهوى للقلبِ تُدنِيكُمُ
و على ترانيمٍ مقدسةٍ الدَّمعُ يَتكفكفُ
على مِقصلةٍ و ليلُ الحنينِ يُخبركمُ
نَشنقُ فراقاً ما فتئ للإبتسامِ يَخطفُ
‏‎‎تناهيدٌ تنفي الغيابَ من البعيدِ تَبتسِمُ
تَصلبُ الدَّمعَ في مآقينا تنثرُ ألقاً يُقتطفُ
منثوراً على وجناتٍ قلبُ نجمةٍ تُبارِككمُ
و تلك روحٌ يا حبيباً لحنَ حبٍ تَعزُفُ
صداهُ يلجُ القلوبَ بالأشواقِ يأتيكمُ
يسري يَرسمُ العشقَ و بالنبضِ يَعصفُ
يضيئ نوراً بالقلبِ والرُّوحُ تُخاطبكُمُ
تحنُّ إليكُمْ حنيناً مُورقاً و شوقاً يُرفرفُ
قلبٌ يحبكُمْ فقط لأن النَّبضَ يهواكُمُ

بقلمي: 
روح الروح

تعليقات