رحلة مشتاق
رِحلةُ مُشتَاق
حنينٌ في حضنِ شوقٍ و الدمعُ يُراق
و العناقُ أنيناً و العاشقُ تمَلَّكَهُ الفراق
الهِجرانُ قد طالَ من براثنهِ لا انعِتَاق
الصَّدى صَوتهُ في صميمٍ هو لا يُطاق
كشهقةِ أرضٍ شَدَّ فيها البرقُ انصِعاق
تنحني ومنها و لها أسبابُ وئدِ التَّلاق
عُدتُ و مدىً يطويني بهِ شوقاً حرَّاق
عُدتُ و في آفاقِ البُعدِ تراتيلَ الوِفَاق
يا حبيباً بالله عليكَ تناديكَ الأعماق
و أنا في مقلةِ الإعصارِ ما انفكَّ وِثاق
في دربِ الآهاتِ به شريداً كله انزلاق
للقدر مَلامةً عَجبِتُ لا يرأف بالعشاق
وليس من وسيلةٍ سوى زفرةِ احتراق
يتهادى غيثها آلاماً في دروبِ اللَّحاق
و كأن النداءُ به صممٌ أعجَزهُ الإنطاق
أيا عجباً لا يبرحه و ليس له انشقاق
و أمكثُ للنفس مواسياً ذِكرى بالآفاق
في خاطري يدور رَحاهاحُلوة المذاق
أُدنِيها لخفقانِ قلبي كالنسيمِ المُسَاق
مسيرةُ عمرٍ طويلةً والوحدة لا تُطاق
يا ويحَ العمرِ أين هي أحلامُ المُشتاق
كم بين غصونً مالَت براعِمُ الأشواق
و كأنما بين البراعمِ من ودادٍ و اتفاق
روحٌ تشمخ عينٌ ترنو لِصبحٍ استفاق
و الأحبة بعضها تُحاكي دونما إطراق
لكن يا حسرةً تمضي أنفاسي اشتياق
ماحسبتُ دنياي على قرنِ وعلٍ تُسَاق
أغمِضُ عيني روحي أرثو لها الإشفاق
و عني السَّحاب ارتحلَ حَلَّ مُرُّ المذاق
قد ضممتُ آمالي في صدري إلتصاق
حلاوةُ الذِكرى بالقلبِ يحدوها انطلاق
أرى و الأماني بالروحِ تنتشي بانسِياق
إن اقتربَ لها لقاءٌ فما أحلاكَ يا عِناق
بقلمي:
روح الروح.
تعليقات
إرسال تعليق