دوامة الحنين

دوامة الحنين


في لحظةٍ  تسرقني الرؤى

ويرهفني تعبٌ تجذَّر في دمي‏

مذ أينعَتْ بين الأصابعِ وردةُ الشعرِ العنيدة‏

َ أدرك أنني‏

أغمدتُ وجهكِ في جنون النبض‏

في وجعِ القصيدةْ...‏

فإلامَ ترحلي هائمةً بين المرايا والظلال‏

وبين أسئلةٍ جديدة؟!‏

أحببتكِ؟!‏

أحببت نفسكِ في دفاترِ لهفتي‏

وبحثْتَُ عن حلم انعتاقكِ من قيودِكِ

يومَ أعلنتُ انعتاقي من قيودي‏

وأنا الذي كنتُ فاكهة الفصولِ‏

و فاتحٌ الوعودِ‏

رجلٌ أنا..‏

مسكونٌ بهواجسي‏

من شهقةِ الغاباتِ أطلقني المدى‏

وحنا عليَّ السنديانُ‏

فضمّني عمراً إلى أسمائِهِ‏

آنَ ارتقى بي نحو إيناعِ السنابلِ‏

وهي تبتكرُ الخصوبةَ‏

بين أفياءِ الصنوبرِ.. ثمَّ تمضي‏

كي تسافرَ في النشيدِ‏

كم من شهرزادٍ مرَّت في حلمي‏

وأعياها ازدحامُ مواسمي‏

بشذا القرنفلِ والورودِ‏

وانداحَت مثلَ سحابةٍ عبرَتْ‏

ورشّتْ عطرَها الضّاري على شفةِ الرّعودِ‏

رجلٌ  أنا..‏

من أرجوانِ الأرضِ بعضُ توهُّجي،‏

من خضرةِ الصفصافِ، من عبقِ البنفسجِ‏

وهو يرحلُ

منْ حنينِ أصابعي الظمأى إلى‏

مطرِ التّولهِ في وريدي‏

ما خنتُ يوماً نجمة من ياسمينِ طفولتي‏

لم أقترفُ يوماً سوى حلمٍ قليلْ‏

مِنْ صدى النهرِ النحيلْ‏

وغابتينِ منَ العيونِ‏

تسافرانِ إلى نهاياتِ الدّموعِ‏

وعاشقينِ‏

توسّدا صمتَ الصّخورِ‏

على رصيفِ الليلِ‏

وابتكرَا مداراً مُخملياً للجنونْ‏

وتظلُّ تذكرُ شرفةٌ مفتوحةٌ‏

نحو الجهاتِ جميعِها‏

أنّي انزرعْتُ بظلِّ نبضكِ طفلاً

وبحثتُ عن زمنٍ رحيمٍ‏

كي يلوذ بهِ جبيني‏

عن تورُّدِ ضحكتينِ على ذرا ليلِ

التأرُّجِ والفتونْ‏

وأظلُّ أذكُرُ أنني في نارِ حبكِ وحدَهُ‏

أدركتُ معنى أنْ أحبَّ وأن أكونْ‏

ويطوفُ بي قمرٌ صغيرٌ شاحبٌ‏

وقصيدةٌ ما عشتُها‏

إلا لتورِقَ في هواكِ مطالعُ الرُّمانِ‏

في زمنٍ قديمٍ..‏

كنتُ أسكنُهُ لأجلكِ ..‏

أقطِفُ الكلماتِ فاكهةً مُحرَّمةً‏

وأنثرُها على بوابةِ الأيامِ‏

تجمعُها حكاياتُ البيوتِ الدَّافئاتِ‏

فنبتدي شوقاً جديداً...‏

تزهِرُ الأقلامُ..‏

تخضَلُّ الأصابعُ وهي ترسمُ وردةً‏

وضفيرتينِ لموعدٍ‏

كان الزَّمانَ المشتهى‏

كان المكان.. . فما انتهى‏

سأمرُّ قربَ النهرِ أنذرُ دمعتينِ‏

وبعضَ أشجارِ الحنينْ..‏

ما زالَ يسكنني المكانُ النَّهرُ،‏

وادي الذكرياتِ‏

تأرُّجُ المطرِ الدفيءِ‏

ما زالَ يسكنُّني النَّدى والياسمينْ‏

ما زالَ يسكنُّني الجنونْ‏

لأبقى أردد في دوامة الحنين.

أنني بكِ مجنون.

تعليقات