كبرياء لا يموت…

ياامرأة…

قوليي لغرورك :
كبرياء رَجُـلي لا يموت ...!!

والموتُ على أبوابِ كبريائهِ
لا يقوى إلا على السكوت ...
والشموخ على عروقِ صدرهِ
كياسمين دمشق

يعربِـشُ فقط فوقَ البيوت ...
ولونُ الكبرياءَ فوقَ جبينه
والله أحلى من لون السماء
وطعمُ دموعِ الكبرياء خلف عيونهِ
والله اشهى بألف مرة
من شراب التوت ...

قولي لغرورك صراحة ودون حياء ...
ناديه بإسمهِ
فهل من حالها تخجل الأسماء ...؟
قولي له:
كبرياء رَجُـلي
لاشرقيا ولا غربي
لا عجميا ولا عربي
والنار فيه تحيا من الشِعرِ
ومن حطب النساء ...

والحقد فيه كعود الثقاب
فهل بأعواد الثقاب يحترق المساء ...؟

فكم من حربٍ ضروس خاضها
وعاد منصور الدعاء ...
عاد يرسم الحب بالجروح
وأفواه الجراح يكتم صوتها بحر الدماء ...
عاد مذبوح الفؤادِ
لكنه في كل حربٍ كان يفتدى
بالفؤادِ الكبرياء ...

لا تفرحي لصمت الرجال ...
فالبركان لا يثور
أن ثارت في وجههِ زوابع الرمال ...
ولا يغريك سكون الليل في عيوني
فكم دُفِـنَ في سواد الليل احلاما
وكم ذابت في سكوتهِ أمــــــال ...

فانا أعشق أن ابقى كما أنا
لا تحزني لبقائها
في مكانها وعرشها الجبال ...
فرحلة الزمان ليست لنا
فالعصفور وحده من يعشق الترحال ...

وأنا لا اهوى براءة العصافير وهروبها
من الأقواس والنبال ...
أنا كالنخل باقٍ
ماهمني إن خيمت فوقي سحابة
او زادت طولها عني الظلال ..
أقدامي شرشت بتربتي
وإن قررت الرحيل
سحبت خلف اقدامي السهول والتلال ...

وجعلت أرضي مفتوحةً
يحدها الكواكب والخيال ...
وإن غزوت
يغزوا خلفي ألف سيف لا يرهب المحال ...
وان غفوت
وجدتِ الارض تحت رأسي
تبوس خدي
كالأم تحرس الأطفال ...

قولي لغرورك :
اهٍ كم بنيت لي قصورا
من خيوط العنكوت ...
اهٍ كم فرشت الغيوم في شرفات بيتي
ويوما بيتي لم أفوت ...
اهٍ كم سافرت بي من عالمٍ لعالم
وعالمي قد تاه مني
في ارض الله والملكوت ...

قولي له :
كبرياء رَجُـلي
رغما عني وعنك لا يموت ...
فلا تفرح إن رأيت على محياه ذاك السكوت ...
فما سكوت كبريائه الا احتراما وحزنا
عليك يا غروري
حينما تموت

تعليقات